ا....ب.....تغيير (2
- مارجريت رشدى مسعد شنودة
- 2017-04-05
- 0
- 2043
ب ....... بصيرة (النظارة)
"بقدر ما أعميت عيوننا و بقدر ما شوهنا حقيقة الواقع تنقص سعادتنا و تفتقر نوعية حياتنا" جان بول اليسوعى
مشكلة يقابلها معظم من يرتدون "نظارة" و هى اتساخ زجاجها، هذه المشكلة و ان كانت بسيطة و حلها ابسط وهو مسح الزجاج ليعود نظيف مرة اخرى الا انها تؤدى احيانا الى عدم و ضوح الرؤية واذا اهملنا اعادة تنظيف الزجاج فقد نصاب بالم الصداع.لكن هناك نوع اخرى من النظارات التعامل معه ليس بمثل تلك السهولة و نتائج تلوثه ليست بمثل تلك البساطة تلك النظارة هى " نظارة الحياة"، تلك النظارة التى ارى من خلالها العالم من حولى، بها ارى نفسى و ارى من حولى وكذلك بها ارى الله.
تلوث زجاج تلك النظارة ،"نظارة الحياة"، لن يؤدى الى مجرد الم صداع و لكنه قد يؤثر على كل نواحى حياتى و تعاملاتى مع نفسى و مع من حولى و مع الله، تلوث عدسات تلك النظارة يؤدى الى تشوه ادراكى للواقع من حولى و بقدر ذلك التشوه بقدر ما يتأثر الاتزان النفسى العقلى و العاطفى.
نظارة الحياة او "ادراك الواقع" هى عملية فردية بمعنى انها تختلف من شخص لآخر فيختلف إدراكي للأحداث و الأشخاص من إدراك شخص أخر عن نفس الاحداث او الاشخاص بل ان هذا الاختلاف يكون في إدراك أو معرفة الله نفسه حيث تختلف تلك المعرفة من شخص لآخر.
اذا اراد الانسان ان يغير حياته و يجددها عليه ان ينقى و يغير ذلك الادراك الذى قد تلوث ليستطيع ان يرى الواقع بشكل افضل و هذا ما قاله لنا الكتاب المقدس فى سفر رومية ص12 ع2 "تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ". فتغير حياة الانسان و تجديدها يبدأ من داخله بتغير الادراك و الرؤية المشوهة.
يبدأ ذلك الادراك فى التكون منذ الصغر فيدرك الطفل نفسه من خلال تعامل الوالدين معه و يدرك ما حوله مما يراه من تعاملات الوالدين فيخاف ما يخافة الاهل و يحب ما يحبون و يمشى كما يمشون و يتكلم كما يتكلمون و بتكرار الاحداث و تكرار نفس الافكار وردود الافعال تتحول تلك الافكار الى معتقدات راسخة ثابته تلك المعتقدات تمثل رؤية الانسان للحياة ،"نظارة الحياة"،التى بها يفكر و يشعر و يتصرف تجاه الاحداث المختلف و العلاقات المختلفة فتتكون عنده معتقدات مثل:
- الحياة صعبة و الكل يبحث عن مصلحتة الشخصية
- الحياة ممتعة و مغامرة شيقة
- نجاحى فى الحياة يقاس بالنقود
-
جمالى هو اهم ما املك
محاور ادراك الطفل تتركز على ثلاث محاور هم : إدراكه لذاته و قيمته ،‘إدراكه للآخر و حقيقته و ما يمثله له و إدراكه لصورة الله كما ينقلها الأهل له،و إدراكه للحياة و معناها هل هى حياة تستحق أن تُعاش و أن تُحب؟ أم هي حياة شاقة و مضنية مليئة بالصعاب و الآلام؟
يظل الانسان حبيس تلك الرؤية او الادراك