الدموع

  • مارجريت رشدى مسعد شنودة
  • 2017-05-21
  • 0
  • 4351

 

الدموع هى مشاعر غير منطوقة، هى لغة تعبر بها النفس عن الم او احتياج عميق بداخلها.تنهمر الدموع بقوة كلما قوى عليها الألم والإحتياج كصرخة استغاثة : "انجدني اننى في امس الحاجة إلى انسان يشعر بي ويتفهمني".
هناك اناس غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم بكلمات، لأنهم
لم يتعلموا كيف يعبروا عن مشاعرهم وهم اطفال، اوعبروا مرات وتم التعامل معهم بتجاهل أو استخفاف أو انتهار، فوجدوا انه من الافضل لهم أن يحتفظوا بمشاعرهم لأنفسهم فليس هناك من يقبلها او يفهمها .
وهناك من بين هؤلاء الناس
من أنكر مشاعره تماماً، ومنهم من لجأ الى الدموع كعملية "تنفيس نفسي" للحصول على بعض الراحة.

الدموع لا تُناقش لأن المشاعر لا تُناقش لكن يمكن مناقشة اسبابها والأفكار التى وراء تلك المشاعر حتى تهدأ ، فأتعجب حين اسمع أم تنتهر ابنها وتقول له "لا تبكي". او خادم يستنكر على شخص الحزن والبكاء بدافع تقوية ايمانه.
ليس من حق اى انسان مهما كان سنه او علمه او مركزه أو سلطته أن يحرم احد أو أن يستنكر عليه دموعه (مشاعره) ، فمشاعر هذا الإنسان هى ملكاً خاصاً به، يعلنها او يداريها فهذا قراره وحده لانه المالك الوحيد، كما فعل يوسف عند رؤية اخوته بعد سنين انفرد بعيداً وبكي فهدأت نفسه ثم عاد اليهم.

لقد خلق الله الدموع – احد السوائل الجسمية - وصمم لها "الجهاز الدمعي" ، تفرز الدموع لتظل العين رطبة والقرنية شفافة رطبة.وسمح ايضاً ان تكون الدموع وسيلة للتعبير عن النفس نتيجة شدة التأثر في مواقف الحزن كما في شدة الفرح ، فعندما يواجه عقل الانسان موقف يصعب عليه تحمله فيصدر امر الى العين بافراز الدموع كى تساعده على تحمل الموقف والتعبير عن مدى تاثره.

يبكي الرضيع ليعبر عن احتياجاته : احتاج لتواجدكم إنه يشعرني بالأمان، احتاج لحضنكم انه يشعرني بالحب، احتاج طعام ، احتاج نظافة . . . يكبر الطفل ويظل يبكي فبدلاً من ان نطلق عليه "زنان" يجب فهم انه "محتاج" نبحث ونسأله عن احتياجه ونسدده،لكن أحذر أن يستخدم البكاء كوسيلة ضغط ، فتنفيذ كل طلباته غير صحي له.

تبكي المراة اكثر من الرجل لأنها عاطفية أكثر منه لأنها تعتمد أكثر على الفص اليمين المسئول عن العاطفة بالمخ، والرجل يبكي اقل لأنه عقلاني أكثر يعتمد على التحليل والمنطق اى يعتمد على الفص الشمال بالمخ ، فطريقة تفكيره هذه تساعده على تهدئه مشاعره لأنه يناقش أفكاره ويرفض الخاطئ منها.لكن كلاهما يملك هذان الفصان ويحتاج فقط للتدرب على استخدامهما.

فعندما تبكي المرأة يجب ألا نطلق عليها "نكدية" بل نفهم انها "متألمة" ونحاول فهم مشاعرها ونساعدها. وان بكي الرجل لا نقول عليه "ضعيف" بل نقول انه "انسان" طبيعي انه يبكي ونعطيه الحق في هذا.

احياناً يبكى الشخص النادم امام الله على خطاياه ممتناً له على غفرانه كداود النبي، فهو لم يبلل فراشه بدموعه شعوراً بالذنب لانه يعلم ان الله غفر خطاياه ولم يعد يذكرها، لكنه كان شعور امتنان لمحبة الله الغافرة له لهذا الشر العظيم الذي فعله، إنها دموع حب وامتنان وعدم نسيان لنقطة ضعفه حتى لا يكررها.

مهم جدا نعرف امام من نبكي؟ الى اى مدى نبكي؟على أي شيء نبكي؟ على من نبكي؟

امام من نبكي؟
الدموع تبحث دائما عن إنسان تجد بداخله قلب ينبض بالحب يشعر بها ويُصدقها، وعقل قادر على فهمها واستيعابها، ويد حانية تُطيب جراحها، فتقرر حينئذ تلك الدموع الكشف عن ما يؤلم أعماق النفس أمام هذا الإنسان، لان المشاعر التي وراء هذه الدموع ستنال الإحترام والتقدير ولن يشعر الباكي بالضعف، بل ستكون مشاعره في أمان تام وهذا سوف يشعره بالراحة.
ان لم نجد هذا الانسان فلا ننسى ان هناك شخص رب المجد يسوع يقرع على

الدموع

المزيد

  • 2017-05-21
  • 0
ا....ب.....تغيير (2

المزيد

  • 2017-04-05
  • 0
الحب والتربية

المزيد

  • 2017-03-22
  • 0
ا....ب تغيير (1)

المزيد

  • 2017-03-13
  • 0
العجز المكتسب (learned helplessness)

المزيد

  • 2017-03-05
  • 0

الدموع

المزيد

العجز المكتسب (learned helplessness)

المزيد

الحب والتربية

المزيد

ا....ب تغيير (1)

المزيد

ا....ب.....تغيير (2

المزيد

العجز المكتسب (learned helplessness)

المزيد

ا....ب تغيير (1)

المزيد

الحب والتربية

المزيد

ا....ب.....تغيير (2

المزيد

الدموع

المزيد