ا....ب تغيير (1)
- مارجريت رشدى مسعد شنودة
- 2017-03-13
- 0
- 2145
هناك قصة كلاسيكية قديمة للأطفال اسمها "الراعي الكذاب" في هذه القصة هناك راعى غنم حديث السن ، كان يذهب بغنمه للرعي في الحقول المجاورة لقريته الصغيرة ، ولأنه كان يشعر بالملل فقد قرر أن يعمل شيءً مثيراً يكسر به هذا الملل ، نادي بأعلى صوته "ذئاب ....ذئاب" ، سمع صوته أهل قريته وهبوا جميعاً لنجدته فلم يجدوا شيئا فحذروه من فعل ذلك مرة أخرى ومن النتائج . و بعد يومين كرر ذلك الراعي ما حدث من قبل ، حيث نادي بأعلى صوته "ذئاب ....ذئاب" وهب أهل قريته لنجدته مرة أخرى لكن خاب أملهم في صدقه هذه المرة ولم يجدوا شيئا مثلما حدث المرة السابقة. كرروا نصيحتهم له بعدم تكرار الأمر مرة أخرى وان ذلك الفعل لهو أمر خاطئ و له نتائج وخيمة عليه.
لم يمتثل الراعي لنصيحتهم و كرر ذلك عدة مرات و في احد تلك المرات صرخ الراعي بأعلى صوته "ذئاب .....ذئاب" ، كانت صرخاته ناتجة من فزع و خوف حقيقي حيث أن هناك مجموعة من الذئاب أخذت في مهاجمة قطيع الغنم ، ولكن في تلك المرة لم يهب احد لنجدته كما فعلوا في المرات السابقة اعتقادا منهم بأنه يكذب مثل كل مرة سابقة. هذه القصة الكلاسيكية تحكى للأطفال لعطائهم مثل عن الكذب و ضرره و لكن هناك زاويا أخرى للقصة ، أن عدم رؤية راعى الغنم للخطأ الذي كان يقوم به سبب في المشكلة , لم يكن راعى الغنم يدرك أن ما يقوم بفعله سيؤدى في يوم ما إلى هالك قطيعه و هلاكه هو شخصياً ، إن عدم معرفته هي ما أدت به إلى الهالك لا يمكن تغيير شيء نحن لا ندرك ضرورة تغييره ، فكيف اعمل على تغيير سلوكيات اسلكها أو أفكار ومعتقدات تتملك عقلي دون أن أدرك إن تلك السلوكيات و الأفكار هي سلوكيات و أفكار خاطئة و يجب أن اعمل على تغييرها
. قام مجدي من نومه متأخرا عن ميعاد عمله ، فارتدى ملابسه بسرعة عالية و ذهب مسرعا حتى يدرك ما تبقى له من وقت ، وفعالاً نجح في الذهاب إلى العمل في أخر وقت قبل أن يُحسب له تأخير. في ذلك اليوم لاحظ مجدي أثناء مقابلات العمل بالمكتب إن كثيرين من أصدقاءه يبتسمون . ابتسامات مريبة بعض الشيء ، ولكنه لم يهتم وأكمل يومه ورجع إلى منزله ، وفى أثناء خلع ملابسه اكتشف مجدي انه يرتدى فردتي جوارب مختلفة اللون واحدة زرقاء والأخرى بنية ، ولكنه لم يلحظ ذلك في الصباح أثناء ارتداء ملابسه لاستعجاله ، ولم ينبهه احد لذلك خوفاً من إحراجه ، وهنا عرف مجدي سبب تلك الابتسامة المريبة التي ارتسمت على وجه زملاءه في العمل طوال اليوم. لو أدرك مجدي ذلك الخطأ لإصلاحه في حينه و لكن عدم معرفته أو عدم إدراكه أدى به أن لا ينتبه لتغير هذا الخطأ ، من هنا تأتى أهمية المرحلة الأولى في التغيير وهى مرحلة الإدراك أو المعرفة ، أدراك و معرفة ما يجب تغييره ،و يطلق عليها أحيانا مرحلة "التبصر" أو "الاستنارة" وهى أهم وأول مرحلة في رحلة التغيير التي تمتد لتشمل العمر كله. هناك من يحيا عمره كله يعاني من مشاكل جمة في علاقاته بالآخرين القريبين منه و البعيدين دون أن يدرك أن هناك شيء ما خاطئ في سلوكياته أو أفكاره ، هذا الشيء هو ما يؤدى إلى تلك المشاكل التي يعاني منها في علاقاته.
فقد كان سامي يقابل مشاكل كثيرة في علاقاته مع الآخرين و كان دائما ما يلوم الآخرين على عدم فهمهم أو أنهم أشخاص غير محتملين ، وفى يوم ما لفت احد الأصدقاء انتباهه إلى انه حاد ا