فى الهند يقوم مربى الافيال بربط الفيل الصغير فى احد العمدان بواسطة حبل ,ويظل الفيل الصغير يصارع لعدة أيام محاولا الهروب من الحبل بلا جدوى فيكف عن المحاولة و يظل مربى الافيال مستمرا بالقيام برط الفيل فى نفس الحبل حتى الكبر و بالرغم ان الفيل قد اصبح اقوى الان و قادر على الهرب من الحبل الا ان الخبرة السابقة تظل عالقة بذهنه و تمنعه حتى من المحاولة.

هذا ما اطلق عليه عالم النفس الامريكى “مارتن سيليغمان” (Martin E.P. Seligman), العجز المكتسب .

سنة 1960 قام سيليغمان و مجموعه من رفقاءه باجراء احد التجارب لدراسة الخوف عند الكلاب باستخدام نظرية الارتباط الشرطى .

اولا قام سيليغمان بتعريض الكلاب الى صدمة كهربائية بعد سماع صوت الجرس مع عدم اعطاء الكلاب فرصة للهرب من الصدمه الكهربائية, و بعد عدة مرات اصبحت الكلاب تتفاعل مع صوت الجرس كما لو انها تعرضت لصدمة كهربائية

بعد ذلك قام سيليغمان بوضع الكلاب فى قفص كبير يفصل بين جانبيه حاجز منخفض -عند المنتصف- يسمح للكلاب بالقفز من فوقه للوصوال الى الجهة الاخرى من القفص و كان القفص مجهز بحيث يكون احد الجانبين له ارضية يمكن من خلالها تعريض الكلب لصدمة كهربائية و الناحية الاخرى غير مكهربة.

عند وضع الكلاب فى الجهة المكهربة من القفص و رن الجرس لم تتحرك الكلاب حتى بعد تعريضها للصدمة الكهربائية بل ظلت مكانها تتالم دون ان تبدى اى محاولة للهرب.

لتاكيد التجربة قام سيليغمان بتقسيم عدد من الكلاب الى ثلاث مجموعات , المجموعه الاولى لم تتعرض للصدمة الكهربائية مع صوت الجرس ,المجموعه الثانية تعرضت للصدمة الكهربائية مع صوت الجرس و لكنها كانت قادرة على ايقاف الصدمة الكهربائية بالضغط على لوح فى الجدار , ام المجموعه الثالثة فكانت تتعرض للصدمة الكهربائية بعد صوت الجرس و لكن بدون السماح لها بالهرب او تفادى الصدمة.

و عند وضع الكلاب فى القفص,وجد ان كلاب المجموعهة الاولى و الثانية قامت بالقفز الى الجانب الاخر من القفص لتفادى الصدمة الكهربائية بينما لم تقم كلاب المجموعه الثالثة باى محاولة لتفادى الصدمة او الهروب منها ومن هنا ظهر مصطلح "العجز المكتسب"

فى البشر عندما يتعرض الانسان الى صدمات طاحنة لا يجد لها مخرج او ان تكون حياته مليئة بالظروف الصعبة فانه مع مرور الزمن يكتسب هذا الاحساس بالعجز و يشعر بعجزه عن التغلب على المشكلات و المواقف التى يتعرضه لها.

كيفية تفاعل الانسان و سلوكة تجاه الظروف